My site

قصة "ذو العين القاتلة
Site menu
Login form
Search
Calendar
«  March 2024  »
SuMoTuWeThFrSa
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
31
Our poll
Rate my site
Total of answers: 2
Site friends
  • Create a free website
  • uCoz Community
  • uCoz Textbook
  • Video Tutorials
  • Official Templates Store
  • Best Websites Examples
  • Statistics

    Total online: 1
    Guests: 1
    Users: 0

     


      



    سأكتب هنا أربعة فصول فقط


       الفصل الأول: المــرآة  

    تلبدت السماء بالسحب الكثيفة واختفى القمر خلف طيات السحاب فبدا الظلام مخيما على منطقة الهرم الا من بصيص من الضوء بدا من خلف شيش النافذة الخاصة بالحجرة التى يقطن بها " مختار فريد" بفيلا فريد بشارع الهرم. فقد تجاوزت الساعة الثانية بعد منتصف الليل بقليل. كان مختار ذو الرابعة والعشرين ربيعا يجلس الى مكتبه محاولا الاستذكار حيث كان فى السنة النهائية بكلية العلوم شعبة الكيمياء. ولكن كانت تداعب رأسه دائما أفكار سوداء تحول بينه وبين الاستيعاب.

    ترك مختار مكتبه وذهب ليمدد جسده على الفراش المجاور لمكتبه عسى أن يداعب جفنيه النوم الا أن أفكاره التى تلاحقه دائما كانت له بالمرصاد فتمنعه من نيل ولو قسط ضئيل من الراحة. حقا لقد أخفق عامان خلال حياته الدراسية ولكنه يعتبر من العباقرة على الرغم من ذلك. اذ أن أفكارا مثل التى تلعب برأسه كفيلة بأن تجعله متشردا أو تجعله من غير أهل العلم والمعرفة. نظر مختار وهو ممددا على الفراش الى سقف الغرفة بعينين شاردتين تائهتين . وعندما أفاق لحظة ، انتفض من الفراش حتى يفلت من بين أنياب الشرود وجلس الى مكتبه واضعا راحة يمناه على جبينه مستندا بمرفقه على سطح مكتبه وقد بدا عليه الضيق والحزن والأرق. فتح درج مكتبه وأخرج منه مفكرته ثم كتب بها هذه العبارة " انى كاره لأبوى لأنهما يكرهانى " . نظر الى المرآة المواجهة لمكتبه ثم اتجه نحوها الى أن وقف قبالتها فبدا وجهه أبيضا مستديرا مشربا بالحمرة ، وبدت عيناه زرقاوين لامعتين تنمان عن ذكاء خارق، وبدا شعره الأسود منسقا بطريقة تخالف من كان على حاله، كان رشيق القد، وسيم الطلعة، ليس بالطويل وليس بالقصير ولكنه وسط بين هذا وذاك.

    لم تقع عيناه على صورته فى المرآة ولكنه كان يتصور داخلها أبيه وأمه وأخيه عامر الذى يصغره بعامين وقد اجتمعوا فى بقعة واحدة، بينما ليس له مكان معهم داخل المرآة. كان يتراءى له أن كلا من أبيه وأمه يربتان بعطف وحنان على ظهر عامر، بينما امتدت يد أبيه الى خارج المرآة لتصفعه صفعة قوية. ابتعد مختار عن المرآة وكأنما كانت تلك الصفعة حقيقية. كان يبتعد بظهره ثم استدار نحو النافذة وفتحها ليتنسم بعضا من الهواء حتى يخفف قليلا عن ضيق صدره، ولكنه ما أن أطل من النافذة حتى وجد الظلام مخيما على المنطقة الا من الضوء المنعكس من داخل غرفته خلال النافذة فرسم بذلك قطعة هندسية مضيئة على الأرض المواجهة للنافذة. ومن حول هذه القطعة المضيئة تتدرج قوة الاضاءة من الشدة الى الخفوت الى أن تصل الى درجة الظلام الدامس فى المناطق البعيدة عن هذه القطعة. أغلق مختار النافذة ثم جلس الى مكتبه مفكرا، وفجأة أسرعت يده بلا شعور منه الى درج مكتبه فأخرج ورقة وسجل فيها بعض الرموز والمعادلات الكيميائية. فقد واتته فكرة لعمل تركيبة لمحلول كيميائى ذو خواص معينة وعسى أن يحالفه الحظ فى نجاح هذه التجربة. استلقى مختار على الفراش بارتياح بعد أن أطفأ مصباح الغرفة وكانت الساعة آنذاك قد قاربت الرابعة بعد منتصف الليل.



       الفصل الثانى: فى الكافيتيريا


    استيقظ مختار فى السابعة والنصف صباحا على مواء قطته التى كانت

    تمدد مخالبها تارة من تحت عقب الباب ، وتداعب واجهة الباب بمخالبها تارة أخرى. نظر مختار الى ساعته فوجد نفسه وقد تأخر كثيرا، اذ أنى له أن يحظى بمحاضرة الثامنة من منزله الى جامعة القاهرة مع هذا الوقت الضائع بسبب انتظار المواصلات. نهض بسرعة وفتح الباب وربت على القطة ووضع أمامها طعاما وماء ثم ارتدى ملابسه بسرعة وانصرف الى كليته بعد أن وضع الورقة المتضمنة للمعادلات الخاصة بالمحلول داخل مفكرة تسجيل المعلومات.

    وصل مختار الى كليته فى العاشرة الا عشر دقائق، لقد أوشكت المحاضرة على الانتهاء، لذلك توجه مختار الى الكافيتيريا لتناول فطوره. كان يجلس وحيدا الى منضدة منزوية دون أن ينظر الى أحد من زملائه الذين يلتفون حول بعض المناضد المستديرة والذين يتطلعون اليه بنظرات ملؤها السخرية.

    قال أحد الزملاء الى زميله القابع الى جواره: انظر الى مختار!

    نظر الزميل الآخر وقال وهو يبتسم: ولماذا؟  قال الأول: ألم تر أنه لا يجلس وحيدا؟  قال الآخر: كيف وليس الى جواره أحد ؟ قال الأول: انه يجلس الى الهواء، ثم أطلق ضحكة وتبعه الآخرون بالضحك.

    قال ثالث: كنت أعتقد أنه مقعد من بين المقاعد التى حوله.

    وهنا انتصب مختار واقفا فى ثورة وعصبية ثم أمسك بمقعد من المقاعد التى حوله وكان على وشك أن يهوى به على رأس واحد من هؤلاء الساخرين، ولكن أسرع اليه النادل وقال له: ما هذا يا حضرة ؟ أتريد أن تهشم مقعدا كلفنا الكثير وسيكلفك أكثر ؟ قال مختار فى ضجر وأعصاب مشدودة : لا... بل أريد أن أهشم رؤوسهم. ثم أعاد مختار المقعد الى موضعه وقال للنادل: كم حسابك ؟ قال النادل: سبعون قرشا. فأعطاه مختار ورقة من فئة الجنيه وانصرف الى فناء الكلية. وأثناء سيره كان يحدث نفسه قائلا: لماذا يعاملنى الناس هكذا ؟.. هل العيب فيهم أم فى؟. وبعد أن قطع مسافة قصيرة فى المسير، وجد بعض الحشائش على يمين الممر الموصل من الكافيتيريا الى أحد أبواب الخروج من الكلية فارتمى عليها وقد تمدد واضعا يداه متشابكتان خلف رأسه ناظرا الى شجرة عملاقة أمامه. وبعد أن قطع شوطا آخر فى شروده نظر الى ساعته فوجدها الحادية عشرة الا خمس دقائق فنهض وهو ينفض ما علق بملابسه من أتربة وبعض الحشائش ثم توجه الى معمل الكيمياء.

     

       الفصل الثالث : فى المعمل 

    وداخل المعمل قام كل اثنين من الطلاب بعمل التجارب الموكل كل منهم بعملها، الا مختار فقد كان وحيدا حتى فى قيامه بأداء تجاربه المعملية، اذ أن عدد التلاميذ كان فرديا، وقد اختار كل طالب زميل له يرتاح اليه ويسعد بأداء التجارب معه، أما مختار فلم يختره أحدا من الزملاء، وقد حز ذلك فى نفسه كثيرا مثلما حز فى نفسه الكثير مما مر به طوال حياته الماضية، ولكنه وجد فى ذلك فرصة مواتية لأن يقوم بتجربته الخاصة به فى خلسة من الزملاء والمعيد الذى قام بتوضيح طريقة عمل التجارب لهم.

    تظاهر مختار بعمل تجربته الموكل بها، وقام بأداء جزء منها، ثم أخرج الورقة من المفكرة والمدون بها المعادلات والرموز الكيميائية لعمل المحلول الذى يمتاز بخواص يحتفظ بها لنفسه، وبعد أن استوعب وتذكر ما بالورقة، اتجه الى بعض الأرفف الموضوع عليها زجاجات ممتلئة بالأحماض المركزة والقلويات وعديد من الأملاح، وما أن وقعت عيناه على أحد الأملاح التى يريدها حتى حفظ مكانه فى رأسه ثم ذهب الى رف ثان ثم ثالث حتى تمكن من تجميع كل ما يريد من محاليل وأملاح. كيف يأخذ كل هذا ؟... ثم ان هذا يتطلب دورقا يتم تجميع هذاالخليط فيه.... ثم ان الدورق سيبدو كبيرا للعيان.... فلو شاهده أحد لساءت العاقبة.... الحل الأمثل هو أن يأخذ كل مرة يأتى فيها للمعمل زجاجة ويخفيها داخل سرواله خلف منطقة الحزام ثم يجعل قميصه الى الخارج بدلا من وضعه داخل السروال حتى تكون عملية الاخفاء عملية تامة. وبالفعل أخذ احدى الزجاجات فى خلسة من الجميع حيث كان الكل مشغولا بما فى يده من تجارب. وبعد أن أخفى الزجاجة عاد الى موضعه متظاهرا بعمل التجربة قيد الدراسة. وأثناء تظاهره بأداء تجربته المعملية فاجأه المعيد من وراء ظهره قائلا: ما هذا ؟ ارتبك مختار قائلا فى تلعثم:ما.. ما.. ماذا يا دكتور ؟ قال المعيد: لقد أوشك زملاؤك على الانتهاء من التجربة ، وأنت لازلت فى البداية ؟ التقط مختار أنفاسه فقد هبط قلبه فى جوفه وجمد الدم فى عروقه بهذه المفاجأة ثم قال : لم أكن متفهما للتجربة ، فقد كنت مرهقا بالأمس ولم أستطع الاستذكار. هز المعيد رأسه ثم جعل يباشر باقى الطلاب.أما مختار فكان ينظر الى المعيد بطرف خفى ، وحمد الله على أنه لم يكتشف شيئا، وحاول أن يستجمع هدوءه الى أن نجح أخيرا فى ذلك. وفى نهاية حصة المعمل انصرف الجميع ومن بينهم مختار الذى أحس بأنه خرج الى بر الأمان بعد أن كاد يغرق فى بحر المخاوف. وفى كل مرة كان يدخل فيها المعمل كان يكرر نفس العمل الى أن تمكن من تجميع كل ما يريد

     

        

     الفصل الرابع: الكـــلب الأســـود

    وفى نحو التاسعة مساء جلس مختار الى مكتبه بالفيلا مستعرضا أمامه ما أحضر من أملاح ومحاليل، ثم اتجه الى غرفة مجاورة وأحضر دورقا ثم وضعه الى جوار المحاليل ثم أسرع الى خارج الفيلا مستدركا أنه نسى شراء محقن ، ومن أقرب صيدلية حصل على ما يريد ثم عاد الى مكتبه بالغرفة. وبعد تخفيف الأحماض المركزة وتكوين النسب المطلوبة من المحاليل والأملاح تم خلطها ببعضها فحدث فورانا أخذ يخفت رويدا رويدا الى أن تلاشى تماما ثم بدا المحلول الناتج ذو لون أحمر قانى. أمسك مختار بالمحقن وسحب بعضا من المحلول ثم نظر الى المحقن فى شىء من الخوف وقال محدثا نفسه: ماذا لو حقنت نفسى وفشلت التجربة ؟... تلك هى المرة الأولى التى ينتابنى الخوف فيها بهذه الطريقة... يستحسن أن أعيد النظر الى المعادلات التى قمت بوضعها. وقبل أن تمتد يده الى المفكرة سمع مواء القط الذى اقترب منه يلعق قدمه فقال محدثا القط وهو ممسكا به من طرفيه الأماميين ناظرا الى وجهه: حسنا أيها لقط... سوف أجرى التجربة عليك... فاذا نجحت ، لن يسعنى الا تقديم كل شكرى اليك عرفانا بالجميل... أما اذ فشلت التجربة ... فلا يكون منى حينذاك الا الأسف عليك... فلن أقصد ايذاءك. قبل مختار القط من رأسه ثم وضعه على المكتب وأخذ يربت عليه، وذلك باليد الخالية من المحقن، وباليد الأخرى حقنه بالفخذ مما أدى الى مواء القط مواء عاليا وكأنما يستنجد بمختار من مختار ... فلم يتوقع القط أن يحدث مثل ذلك منه أبدا. وبعد انتهاء الحقن تملص القط من مختار ثم قفز الى خارج النافذة بخفة الفهد وما أن لامست أطرافه الأرض حتى سابق الريح. لم يدم سباقه للريح، فقد كان فى انتظاره مفاجأة كبرى لم تخطر له على بال، انه كلب أسود من الكلاب الضخمة المسعورة. نبح الكلب نباحا تهتز له الأفئدة ، وتطاير من عينيه الشرر الذى ينم عن عدم العدول عن شر مستطير. وعند رؤية القط له تسمر فى الأرض  ثم تقوس ظهره الى أعلى ثم نفث نفثات متتابعات فى وجه الكلب، ومن مميزات المحلول الذى حقن به القط أنه يبدأ عمله فى لحظات الانفعال والثورة النفسية، فتصلب جسم القط وكأنه جسما فولاذيا ثم انبعثت من عينيه اشعاعات شفافة بلا لون أو صوت ثم بدأت تلك الاشعاعات تتلون باللون الأبيض ثم امتزج بها اللون الأحمر ثم أخذت اشعاعات مجاورة اللون الأصفر الى أن أخذت جميع الاشعاعات كل ألوان الطيف ثم بدا لتلك الاشعاعات صوتا يماثل الصوت الصادر من قطعة من الحديد محماة لدرجة الاحمرار عند وضعها بالماء. اصطدمت تلك الاشعاعات بالكلب، وبعد أن هدأ القط توقفت عيناه عن اصدار الاشعاعات. كان القط فى غيبوبة تامة منذ بداية خروج الاشعاعات حتى اختفائها. لم تكن تلك الغيبوبة من النوع المعهود الذى يتبعه سقوط على الأرض ، ولكن القط فى تلك الحال يكون منقادا للاشعاعات التى تتجه من تلقاء نفسها نحو الكائن المعادى أو الذى يتسبب فى احداث انفعالات للقط. وعند عودة القط الى حالته الطبيعية وجد الكلب أمامه ففر هاربا الى باب الفيلا وقد أطلق مواءه المعهود وكأنما ينادى على مختار ليفتح له. احتضن مختار القط وقبله وذهل لهذا المشهد الغريب الذى لم يستغرق ثوان ثم خرج الى حيث يقف الكلب ثم قال فى نفسه: عجبا... لماذا يقف الكلب فى مكانه هكذا دون حراك ؟ تقدم مختار نحو الكلب ثم مسه بيده، فاذا بالكلب يهوى الى الأرض وقد تهشم جسده الى قطع صغيرة. أمسك مختار واحدة من تلك القطع فاذا بها متفحمة تماما، فعرف بذلك خطورة المحلول ، وسعد بنجاح التجربة.

    عاد مختار الى غرفته ثم أجرى التجربة على نفسه وأعاد المحقن والدورق الى مكان مأمون ثم ذهب الى الفراش بعد أن انتشر الظلام فى غرفته.





    هذه القصة بمثابة صيحة فى عالم السينما، فمن أرادها من السادة المنتجين أو المخرجين فيمكنه الإتصال بنا على 
    seissawi@yahoo.com 

    وشكرا 




    Copyright MyCorp © 2024
    Site managed by uCoz